الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة وهي فريضة واجبة على كل مسلم وجزء من الزكاة العامة فهي تزكية للنفس وتطهير للمال وامتثال لأوامر الله عز وجل. وزكاة الذهب هي زكاة واجبة على كل مسلم يمتلك ذهبًا بلغ النصاب الشرعي وحال عليه الحول أي مر عليه عام قمري كامل حيث يتم إخراج تلك الزكاة للمستحقين من الفقراء والمساكين. وفيما يلي سنتناول كل ما تريد معرفته عن زكاة الذهب عن حكمه وشروط وجوبه وكيفية حساب زكاة الذهب بالإضافة إلى الإجابة عن جميع الأسئلة الشائعة حول زكاة الذهب.
قد يهمك أيضًا 10 نصائح للعناية بالذهب والمجوهرات
ما هي زكاة الذهب؟
تُعرف زكاة الذهب على أنها مقدار من المال يُخرجه المُسلم على الذهب الذي يمتلكه بغرض التجارة أو الإدخار إذا بلغ النصاب الشرعي وعند مرور عام قمري كامل عليه وهو المقصود بجملة (حال عليه الحول)، وزكاة المال لا تكون على الذهب المُستخدم بغرض الزينة في حدود المعتاد.
الحكمة من الزكاة
أوجب الله تعالى الزكاة في الذهب لما له من أهداف وفوائد عظيمة للفرد والمجتمع، على سبيل المثال:
- تحقيق التكافل الإجتماعي
إخراج زكاة المال يُساعد على سد احتياجات الفقراء والمحتاجين ويقلل الفجوة بين الأغنياء والفقراء مما يُنشئ مجتمع متوازن ويُحقق العدالة الإجتماعية.
- تطهير المال وزيادته
زكاة الذهب والزكاة بشكل عام تُطهر النفس من خبث البخل والشح وتزيده بركة، وقال الله تعالى في كتابه الكريم "يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ"" أي أن الله تعالى يُبارك في المال عند إخراء الزكاة عنه.
- تربية المُسلم على العطاء والكرم
إخراج الزكاة يزرع في نفس المُسلم الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين ويزين شعوره بالعطف وتقوي روح الكرم مما يجعله متماسك ومتكامل.
- تهذيب النفس من التعلق بالدنيا
تُساعد الزكاة في تحرير النفس من حب الدنيا والتعلق بها فقد يكون الذهب والمال فتنة للإنسان.
- الحد من الفقر
توزيع الزكاة على فقراء المجتمع والمحتاجين يُقلل نسبة الفقر في المجتمع ويحد من الفجوة بين الغني والفقير، كما أن الفقراء يستخدمون هذا المال في سد احتياجاتهم مما سيؤدي إلى تحريك عجلة الإنتاج والتجارة.
- شكر الله على نعمة المال
إخراج زكاة الذهب هي صورة من صور شكر الله عز وجل على نعمة الرز وسبب رئيسي في زيادته وبركته فقط قال الله عز وجل: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ".
حكم زكاة الذهب
زكاة الذهب واجبة في الكتاب والسنة وقد اتفق العلماء على وجوبها إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول استنادًا إلى قول الله عز وجل في كتابه الكريم "وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" سورة التوبة الآية 34، واستنادًا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم" رواة مسلم. ولهذا يجب على كل مسلم يملك ذهبًا بغرض الادخار أو التجارة الامتثال لأوامر الله عز وجل وإخراج زكاة الذهب إذا بلغ الذهب النصاب الشرعي وحال عليه الحول فهي فريضة واجبة.
ما هي شروط وجوب زكاة الذهب؟
- بلوغ الذهب النصاب الشرعي
يُقصد بنصاب الذهب أنه الحد الأدنى من الذهب الذي تُجب عليه زكاة الذهب، والنصاب الشرعي للذهب هو 85 جرام من الذهب عيار 24 (الذهب الخالص).مما يعني أنه إذا بلغ الذهب الذي يملكه المسلم وزن 85 جرام أو أكثر من الذهب الخالص عيار 24 بغرض التجارة أو الإدخار، وجب عليه إخراج زكاة الذهب. وإذا كان الذهب عيار 18 أو 21 فيجب تحويله إلى ما يُعادل الذهب عيار 24 وحساب النصاب الشرعي.
- مرور الحول
من شروط وجوب زكاة المال هي مرور حول كامل أي عام قمري (هجري) كامل على الذهب الخالص عيار 24 والذي يُعادل أو يزيد عن 85 جرام.
- الامتلاك التام للذهب
من الضروري أن يملك المسلم الذهب الذي بلغ النصاب وحال عليه الحول إمتلاكًا تامًا بهدف الادخار أو التجارة مثل السبائك والعملات الذهبية أو المصوغات الذهبية وليس بهدف الزينة في حدود المعتاد، فقد أجمع العلماء على عدم وجوب زكاة الذهب على
الذهب المملوك.
تعرف أيضًا على دليل شامل لانواع الأحجار الكريمة واستخداماتها في المجوهرات
كيفية حساب زكاة الذهب
في البداية من المهم أن تكون على علم بأنه مقدار زكاة الذهب الواجب إخراجها هي ربع العشر أي 2.5% من إجمالي قيمة الذهب المملوك بغرض التجارة أو الادخار إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول. لتتمكن من حساب قيمة زكاة الذهب عليك اتباع المعادلة الآتية:
2.5 * (سعر جرام الذهب *وزن الذهب)= زكاة الذهب
فعلى سبيل المثال إذا كنت تمتلك 100 جرام من الذهب عيار 24 وتمتلكه بغرض التجارة أو الادخار وقد مر عليه عام هجري كامل وسعر جرام الذهب عيار 24 على سبيل المثال 200 ريال، فيُمكنك حساب قيمة زكاة الذهب عليه كما يلي:
2.5 * (200*100)= 50.000 ريال.
تابع التسعير المباشر للذهب من هنا
حكم زكاة الذهب المملوك بغرض الزينة
قد اختلف الفقهاء في حكم إخراج زكاة الذهب على الذهب المملوك بغرض الزينة، ولكن يُمكن تلخيص آراء العلماء فيما يلي:
- رأي جمهور العلماء (الحنابلة والشافعية والمالكية): يرون أنه لا يوجد زكاة ذهب على الذهب المُستخدم كحلية للمرأة حتى وإن بلغ وزنه النصاب وقد استندوا في رأيهم على أن هذا الذهب يُعتبر ضمن الحاجات الشخصية للزينة وليس مالًا ناميًا.
- الرأي الآخر (الحنفية): يرون وجوب الزكاة على الذهب المُستخدم للزينة والحلى إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول ويستدلون إلى عموم الأدلة التي توجب الزكاة في الذهب.
- الرأي الراجح: والقول الراجح هو عدم وجوب الزكاة على الذهب المملوك بغرض الحلية والزينة حتى وإن بلغ النصاب وحال عليه الحول وهو رأي جمهور العلماء من الشافعية والمالكية والحنابلة. ولكن إذا رغبت المرأة في إخراج زكاة الذهب عن الذهب الذي تملكه بغرض الزينة فلا بأس بذلك،
حكم إخراج زكاة الذهب على الذهب المملوك بنية الزينة والادخار
تعتمد إخراج زكاة الذهب على الذهب المملوك بنية الزينة والادخار معًا إلى النية الأساسية للمالك عند اقتناء الذهب، وفيما يلي توضيح تفصيلي:
- إذا كانت النية الأساسية لاقتناء الذهب هي التحلي
إذا كانت النية الأساسية لامتلاك الذهب هي التحلي به واستخدامه في الحاجات الشخصية، فإن الرأي الراجح عند جمهور العلماء أنه لا تجوز عليه زكاة الذهب والسبب في ذلك أن الذهب في تلك الحالة يُعتبر من الحاجات الشخصية وليس مالًا ناميًا.
- إذا كانت النية الأساسية لاقتناء الذهب هي الادخار
وإذا كانت النية الأساسية لاقتناء الذهب هي الادخار حتى وإن كان يُلبس في بعض الأحيان فقد أجمع جمهور الفقهاء على وجوب الزكاة عليه وذلك لأنه الذهب في تلك الحالة يُعامل معاملة المال المُدرخر وتُخرج عليه زكاة الذهب إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول.
- إذا كانت نية اقتناء الذهب مختلطة بين الادخار والتحلي
اختلف العلماء في مسألة امتلاء الذهب بهدف الادخار والتحلي في نفس الوقت، فبعض العلماء يرون أن الحكم يستند إلى نية المالك الغالبة. فإذا كانت نية إدخار المال في الذهب هي الغالبة فيجوز إخراج زكاة الذهب على الذهب في تلك الحالة، وإذا كانت النية الغالبة هي الزينة والتحلي فلا يجب إخراج زكاة الذهب عليها.
وبعض العلماء يرى أنه عند اختلاط نية امتلاك الذهب بغرض الزينة والادخار في آن واحد وجب إخراج زكاة الذهب عليه إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول، ولهذا يُستحسن إخراج زكاة الذهب عليه خروجًا من هذا الخلاف ومن الأفضل استشارة عالم دين موثوق في محيطك لتتمكن من الحصول على فتوى محددة لحالتك.
قد يهمك أيضًا أهم 10 نصائح عند شراء الذهب في السعودية
ما حكم زكاة الذهب المرهون أو المُستثمر؟
يرى علماء الحنابلة والشافعية أنه إذا كان الذهب مرهون مُقابل دين فلا تجوز عليه زكاة المال لأنه ليس في حيازة مالكه، وبينما يرى علماء الحنفية والمالكية وجوب إخراج زكاة الذهب عليه في حالة كان المدين لديه القدرة على سداد زكاة الذهب. أما عن الذهب المُستخدم في الاستثمار والتجارة فتجب عليه زكاة الذهب بلا خلاف.
قد يهمك أيضًا ايهما انسب للإستثمار سبائك BTC أم سبائك الذهب السعودي؟
وقت إخراج زكاة الذهب
يُمكن إخراج زكاة الذهب في أي وقت من العام ولكن يُفضل إخراجها عند مرور عام هجري (قمري) كامل ولتسهيل الحساب عليك يجب تحديد يوم مُحدد من كل عام لإخراج زكاة الذهب.
مصارف إخراج زكاة الذهب
تُصرف زكاة الذهب في الجهات الثمانية التي حددها الله عز وجل في كتابه الكريم "۞ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " سورة التوبة الآية 60. ومن الآية الكريمة تتضح للمسلم جهات صرف زكاة الذهب وهي:
- الفقراء: وهم الذين لا يملكون من المال ما يكفيهم لسد احتياجاتهم الأساسية.
- المساكين: وهم الأشد حاجة من الفقراء ولا يجدون ما يكفي لسد حاجاتهم الأساسية,
- العاملون عليها: الموظفون المكلفون بمهمة جمع الزكاة وتوزيعها على مستحقيها.
- المؤلفة قلوبهم: وهم الذين يُرجى تأليف قلوبهم للإسلام أو تثبيتهم على الإسلام.
- في الرقاب: هم العبيد الذين يريدون حريتهم أو الأسرى من المسلمين.
- الغارمون: هم المدينون الذين لا يملكون ما يسدون به ديونهم.
- في سبيل الله: يُقصد بهم المجاهدون في سبيل الله أو المشاريع والأعمال الخيرية التي تخدم الإسلام والمسلمين.
- ابن السبيل: هم المسافرون الذين انقطعت بهم السبل ولا يملكون ما يكفيهم للعودة لديارهم.
ويجوز للمزكي أن يُخرج زكاة الذهب ذهبًا بمقدار عشر الربع من الذهب الذي بلغ النصاب وحال عليه الحول أو ما يُعادل قيمته أموال، ويجول له إخراج زكاته في جهة واحدة من الجهات المذكورة بالأعلى أو أكثر من جهة. والأفضل أن يقوم المزكي بإخراج زكاته على الفقراء والمساكين من أقربائه وجيرانه ومن ثم غيرهم من المحتاجين.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مدونتنا التي تناولنا خلالها كل ما تريد معرفته عن زكاة الذهب لأنها واجب شرعي على كل مسلم يزكي النفس ويُطهر المال ويُحقق التكافل الإجتماعي. ولهذا يجب على كل مسلم معرفة نصاب الذهب والمقدار المُحدد من المال الواجب إخراجه والالتزام بإخراج زكاة الذهب في وقتها ليبارك الله عز وجل في ماله. ولأن تحديد سعر الذهب الخالص عيار 24 قيراط خطوة أساسية وضرورية لحساب قيمة زكاة المال من الضروري أن يكون أصحاب محلات الذهب على معرفة دقيقة بالتسعير المُباشر للذهب ولهذا نرشح لهم برنامج قيراط أفضل برنامج ذهب ومجوهرات في السعودية يعرض التسعير المُباشر للذهب ليتمكنوا من حساب قيمة زكاة الذهب بدقة.
أسئلة شائعة عن زكاة الذهب
هل زكاة الذهب واجبة على الرجل؟
نعم، زكاة الذهب واجبة على الرجال والنساء المسلمين إذا استوفت شروطها.
ماذا يحدث إذا تغير سعر الذهب خلال العام؟
يتم حساب نصاب الذهب بناءًا على سعر الذهب يوم إخراج زكاة الذهب.
كيف احسب زكاة الذهب عيار 21؟
اولًا عليك أن تعرف أن زكاة الذهب تخرج عن الذهب الصافي عيار 24 قيراط، والذهب 21 قيراط يعني أن مقدار الذهب الصافي في الجرام 21 جزء من 24، ولحساب كمية الذهب الخالص عيار 24 قيراط في الذهب عيار 21 قيراط نتبع المعادلة الآتية:
(عيار الذهب (في تلك الحالة عيار الذهب 21) *وزن الذهب الإجمالي) ÷ 24= الذهب الخالص (عيار 24 قيراط)
فعلى سبيل المثال إذا كنت تمتلك 100 جرام من الذهب عيار 21 فمن خلال اتباع خطوات المعادلة السابقة يعني ذلك أنك تمتلك: (100*21) ÷ 24= 87.5 جرام ذهب خالص وفي تلك الحالة تجب عليه زكاة الذهب.
كيف أحسب زكاة الذهب في البيت؟
عليك أولًا معرفة جرامات الذهب بشكل دقيق ومعرفة سعر جرام الذهب عيار 24 قيراط في نفس يوم إخراج زكاة الذهب وحساب قيمة زكاة الذهب كما يلي: مقدار جرامات الذهب عيار 24 قيراط* سعر جرام الذهب عيار 24 * 2.5= زكاة الذهب الواجب إخراجها.